أنا وغربتي
جلست أتأمل حالي وما حال به من تلك الغربة ...وأنا بعيدة عن أهلي كل البعد ولكن ذلك
البعد في المسافة فقط ولكن قلبي معهم ...تغربت لأشبع ظمئا في داخلي ...لأشبع رغبة
حاولت الحصول عليه ...لأعيش حرة بلا قيود ...تغربت لأحقق أمل من أمالي وطموحاتي ...قبل
أن أتغرب أحسست بأن الغربة جميلة ...مسلية ...ممتعة ...أعيش بعيدة عن عيون من
أعرفهم ...والآن بعد أن تغربت علمت ما هي الغربة ...هي بداية عذاب طويل ...وحزن
أليم ...ورمز من رموز الحرية المفرطة ...فهاأنا مغتربة بين ناس لا أعرفهم ...لا أفهمهم وهم
كذلك لا يفهمونني ...أعيش مع ناس عاداتهم مختلفة عن عاداتي وأساليبهم كذلك
مختلفة ...يكنون تجاه كل الحقد رغم أني لم أعمل لهم شيءً ً سوا أني أتيت لأدرس في
بلدهم .... فآه آه من تلك الدراسة ... التي غربتني كثيراً ...التي أتعبتني كثيراً... ومع كل
ذلك فلم يمضي شيءً من الزمن على تلك الغربة ...فأنا في البداية أكمل ...أرجع ...أم
انتحر ... فها أنا كأوراق الخريف تبدأ بالذبول ...وتنتهي بالسقوط والجفاف ...ولكني سوف
أكمل مهم كانت تلك الصعاب ...لأشبع ما في داخلي ...وأحقق شيءً في
حياتي ...ولمستقبلي ...كتبت تلك الكلمات بدم قلبي على حجراً...فتلك الكلمات تنتظر
قارئ...يحس بما في داخله من أحاسيس ومشاعر